الشيخ على الجدى : من المجاهدين الذين عاصروا حمد سيف النصر و عملوا تحت قيادته فى الفترة الواقعة بين 1923 و عام 1930 يقول :
فى عام 1930 و كنت وقتها لا ازال شابا يافعا حملت لاول مرة فى حياتى السلاح لأساهم بنصيبى فى الدفاع عن ارض الوطن من غزو وكيد المعتدين الايطاليين
و كان المجاهد العظيم حمد سيف النصر يتولى قيادة الجبهة الغربية من حدود برقه حتى حدود تونس و الجزائر بعد ان هاجر زعماء و اعيان مناطق طرابلس و التجئوا الى مصر كنت وقتها شابا لم يشتد عودى بعد و كان من سبقونى من اهلى و عشيرتى يعملون تحت قيادة حمد سيف النصر فأنضممت الى اخوانى من المجاهدين الذين يراسهم حمد سيف النصر وحضرت مع جميع المعارك التى خاضها فى تلك السنوات السبع حضرت تلك المعارك و لمست عن قرب عظمة هذا الرجل وشجاعته و بطولته .
سأذكر فى هذه الكلمة البسيطة بعض المعارك و المواقع التى حضرتها مع الفقيد حمد سيف النصر و مواقع لا تمثل من سجل جهاده سوى صفحات قليلة جدا
فى عام 1930 و كنت وقتها لا ازال شابا يافعا حملت لاول مرة فى حياتى السلاح لأساهم بنصيبى فى الدفاع عن ارض الوطن من غزو وكيد المعتدين الايطاليين
و كان المجاهد العظيم حمد سيف النصر يتولى قيادة الجبهة الغربية من حدود برقه حتى حدود تونس و الجزائر بعد ان هاجر زعماء و اعيان مناطق طرابلس و التجئوا الى مصر كنت وقتها شابا لم يشتد عودى بعد و كان من سبقونى من اهلى و عشيرتى يعملون تحت قيادة حمد سيف النصر فأنضممت الى اخوانى من المجاهدين الذين يراسهم حمد سيف النصر وحضرت مع جميع المعارك التى خاضها فى تلك السنوات السبع حضرت تلك المعارك و لمست عن قرب عظمة هذا الرجل وشجاعته و بطولته .
سأذكر فى هذه الكلمة البسيطة بعض المعارك و المواقع التى حضرتها مع الفقيد حمد سيف النصر و مواقع لا تمثل من سجل جهاده سوى صفحات قليلة جدا
سرت وبنى وليد
كانت اول معركة حضرتها مع القائد حمد سيف النصر و هى معركة قصر سرت و المديفيين كان الايطاليون قد اعدوا جيشا كبيرا مزودا باحدث وسائل الحرب لهذه المعركة و الف المجاهد العظيم حمد سيف النصر فرقة من المجاهدين هجم بها على منطقة سرت وطهرها فى فترة قصيرة جدا من جنود الاستعمار ثم الف فرقة اخرى من المجاهدين بالجفرة وورفلة و هاجم بها القوة الايطالية التى كانت تحتل قلعة الحشادية ببنى وليد وهذه الفرقة كانت قد اعدها الطليان ليغزوا بها مناطق الجفرة نقض بذلك على حطتهم و لم يتمكن الطليان من احتلال الجفرة الا بعد تللك المعركة باربع سنين و قد قتل فى معركة الحشادية هذه 250 ايطاليا و استشهد 150 مجاهد .
معركة المكيمن
فى يناير 1928 صمم الفقيد العظيم حمد سيف النصر على غزو منطقة مزدة لتحريرها من جنود العدو بعد ان علم ان العدو يعد فى تلك المنطقة حشودا ونقط تجمع يستهدف من ورائها غزو فزان . وفى سرعة عجيبة تمكن من جمع عدد كبير من المجاهدين و هجم بهم على جهة المكيمن ليلا و كان هجومه مفاجاة اذهلت الاعداء اذا انه اصدر تعليماته للجنود بعدم اطلاق النار و التسرب الى معسكرات الاعداء تحت جنح الظلام و استعمال السلاح الابيض فى المعركة و نفذت تعليماته بدقة عجيبة و لم تكد تظهر شمس الصباح حتى كان المجاهدون قد ابادوا الاعداء و عددهم خمسمائة جندى و لم يستشهد من المجاهدين سوى ثلاثين و قد ثارت ثائرة الاعداء من جراء الخسائر التى لحقت بهم فى هذه المعركة فامروا قواتهم التى كانت تعسكر بالجفرة ومزده و غريان وبونجيم وبنى وليد . امروها بالتوجه الى الشويرف التى اتخذها حمد سيف النصر مركزا للمجاهدين و فى شهر ابريل 1928 وصلت القوات التى تحركت من غريان وتصدى لها المجاهدون فابادوا جنودها و غنموا مدافعها و اسلحتها و معداتها و مؤونتها كما احرقوا طائرة كانت تحمى هذه المعركة اثناء تحركها .
و لم تمضى ساعات من القضاء على هذه الفرقة حتى كانت الفرقة القادمة من بنى وليد قد وصلت فاشتبك معها المجاهدون فى معركة و فى اثناء هذه المعركة وصلت القوات الوافدة من بونجيم معززة بالطائرات التى كانت تقذف بقنابلها من الجو على المجاهدين و حوصر المجاهدون فى مكان بين جبلين و احاطت بهم قوات العدو من كل جانب تصيلهم بنيرايها .
و فى سرعة مذهلة انطلق حمد سيف النصر بجواده كالصاروخ و الرصاص ينطلق من بندقيته صوب الممر الواقع بين الجبلين و صاح صيحة شقت عنان السماء ان ( الله اكبر ) فالقى الجنود الايطاليون باسلحتهم ذعرا و خوفا من هذا الرجل الخارق لطبيعة البشر وفروا لا يلوون على شئ مخلفين اسلحتهم التى غنمناها جميعا مع اطنان الذخيرة و المئونة و الامتعة ثم جمع الاعداء شتاتهم و اسرعوا نحو بئر قريبة مكان الموقعة حيث اقاموا على البئر ليحولوا دون وصول المجاهدين اليها فيموتوا بذلك عطشا و لكن حمد سيف النصر لم يلبث ان هاجم وجنوده المكان و أجلوا الاعداء عن البئر و قد قتل فى هاتين المعركتين اكثر من الف ايطالى بينما لم يستشهد سوى مئة شهيد
تكتيك و عبقرية
سبع سنوات قضيتها مع العظيم حمد سيف النصر كان خلالها لا يكاد ينتهى من معركة الا ليخوض معركة جديدة و كان فى كل معركة يدلل على عبقرية عسكرية و تكتيك حربى ليس له نظير حتى فى هذا العصر الذى تقدمت فيه فنون الخطط الحربية و ان كل بقعه من صحارى الجفرة و فزان تشهد له ببطولة و كل قائد من قواد جند الاعداء لا يملك الا يحنى هامته امام شجاعة الرجل و امام بطولته و عبقريته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق