من هو حمد سيف النصر

حمد سيف النصر ...
اسم طالما كانت ترتعد لسماعه فرائص جحافل المعتدين الايطاليين .

حمد سيف النصر ...
اسم كان مجرد ذكره يكفى لان يبعد النوم عن جفون الاف من جنود ايطاليا المدججين بالسلاح ليظلوا طوال الليل مفتحي العيون ينتظرون فى خوف وفى وجل شروق النهار ليلقيهم "شر هجماته و ضرباته "على حد تعبير جراسيانى .

حمد سيف النصر ...
الرجل الذي هزم كل قواد ايطاليا و كان لهم جميعا الضربات و اللطمات و الحق بهم أفدح الخسائر و لم يستطيع اى واحد منهم ان يتبين حتى معالم وجه .

حمد سيف النصر ...
ليث الصحراء الذي حطم ورفاقه ببنادق الصيد العتيقة الرخيصة اشد وافتك ما أنتجته مصانع الطليان من أسلحة الدمار و الهلاك .

حمد سيف النصر ...
الرجل الذي بث فى قلوب الايطاليين جنودا و ضباطا قادة و ساسة الهلع فكان اسمه يؤرق القادة و الساسة ورصاصه يحصد كل يوم عشرات الضباط و مئات الجنود .

حمد سيف النصر ...
الرجل الذي لم يباعد الهجرة الطويلة بينه و بين وطنه فعاد يحمل السلاح من جديد على رأس جيش من مواطنيه الليبيين المهاجرين إلى السودان الفرنسي ليشارك في تحرير بلاده من الاستعمار الغاشم فأعاد إلى الازدهار ببطولاته .

حمد سيف النصر ...
الرجل الذي راوغ الاستعمار وضحك على اكبر العقول الاستعمارية خبثا و دهاء يوم وقف وقفته التاريخية إمام لجنة التحقيق الرباعية .

حمد سيف النصر في سطور

· ولد حمد سيف النصر حوالي 1296 هجرية .
· تلقى تعليمه على يد الشيخين الجليلين عثمان بن حمودة من أولاد سليمان و الحاج محمد حيدرة الهونى و هما من فقهاء عصره و كبار علماء أوانه
· اكبر أخواته عمر – عبد الجليل – محمد – سليمان - امحمد .
· فارس من فرسان الصحراء أجاد ركوب الخيل و الرماية و إصابة الهدف .
· امتاز بالصراحة و الجرأة و العطف و حب الخير كان حاضر البديهة سريع الخاطر لاذع النكتة .
· خاض أكثر من خمسين معركة و موقعة مشهورة بالإضافة إلى اشتراكه في بضع عشرات أخرى من الاشتباكات الصغيرة في جميع الجبهات الحربية بالوطن الليبي .
· جرح أكثر من عشرين مرة و اشرف على الموت فى بعض المعارك كالقرضابية و شويرف .
· رفض المساومة و المهادنة و اثر الهجرة إلى تشاد عام 1930.
· عاد إلى ارض الوطن على رأس فرقة من المجاهدين ساهمت بنصيب عظيم في طرد ايطاليا من الجنوب الليبي و عين حاكما لفزان حتى إعلان الاستقلال .
· شهد له المستر أدريان بيلت مندوب الأمم المتحدة بالصلابة في الحق و التمسك بالمبادئ الوطنية السامية .
· وقف في وجه المحاولات الاستعمارية و مشاريع الانفصال .
· كان أول والى لفزان.
· توفى في يوم 11 شوال سنة 1373 الموافق 11 يونيه 1954م .

أصله

ينتمي أولاد سليمان الي عائلة بن سليم العريقة . وهذا يعنى ان تاريخيهم يرجع الي ما يزيد ألف عام .
تشمل بن سليم مكانه متميزه ضمن العرب اى البدو . فلم تظهر اى قبيلة أخرى ذلك الصمود والمثابرة في
طريق مصيرها منذ القرن السابع وهي مطلع القرن العشرين . لقد خاض احفاد غيث عيلان وقد أخظوا
المعارك وهم يزرعون الذعر والفزع علي طريقتهم . وفي العديد من المرات اتحيت لهم السطيره الساسية
والحكم نتيج فوزهم في تلك المعارك ولكن جاذبية الحياه البدوية لديهم بالاضافة الي عزة النفس والكرامة
جعلتهم يعدلون عن السلطة . بينما استلمت قبائل عربية أخرى الحكم كا لامويين والعباسيين الفاطميين
وبالفعل بقيت أثارهم ولكن أهم انهم أختفوا . أما بن سليم انقسهم فمازالوا يحيوا .

بنــو سليــم : ـ

قبيلة بدوية من شرق المدينة ومكة كانت حرفتهم نموذجية في أوائل الدعوه الاسلامية لقد تحالفوا منذ بدء
الدعوة مع الرسول واعطوه سندهم . وفي عام 624 من أجل الحصول على مكة كان سيدنا محمد لديه 10
ألالاف رجل منهم ألألف من بن سليم .
تحت حكم الخليفة الاول ابوبكر الصديق ( 632 ـ 634 )ثارث أورتدت بعض القبائل العربية بينما ظل بن سليم
أوفياء . تحت حكم الامويين لعبوا دور ضئيل أو يكاد يكون ممحوا . بينما استيقظو وظهروا بصوره غاضيبة
في لعصر العباسي . وبمصاحبة بنو هلال وصلوا الي حدود العراق وسوريا يسرقون المسافرين ويسلبون
الخيم " كانوا يسمحون لانفسهم بالاعتداء عن ححاج مكة وسرقتهم على أرصفه المدينة عند زيارتهم لقبر
الرسول " لم يكن خليفة بغداد من أرسال الفرق لتأدبتهم وحماية الححاج .
بعد ذلك . سيزداد الخطر الناجم عن بن سليم وبن هلال الي أن تلك القبيلتين الاخوه سيطردون من الجزيزه
العربية ومن مصر . في القرن العاشر سيساندون قضية الكرامات وهو يعتبر فرع شيعي بمدهبه للامام
المنخفي وتعصبهم ومبالغتهم فيه . وتعتبر هذه القضيه تهديد مباشر للحكم أوالسلطة العباسية وللمجتمع
الاسلامي خاصة . اسست الكرامات في العراق وسوريا أولا ثم كونت في عام 889 دولة مستقله في باريان
Babmulm)) . وبما أن بن سليم وبن هلال من أوائل المغامرين سينضمون اليهم بصفة ميليشيا لمساندتهم
في عام 930 استحوذ على مكة ثم ضربوا واتلقوا في العراق وسوريا . في ذلك الوقت كان يمكن ضياع نفوذ
و سيطرة العباسيين لولا العون الذى قدم لهم من مصر .وجاء هذا العون بصوره غير متوقعة حيث أن الاسره
المالكه والتي في الوقت نفسه عدوه للفاطميين قد وصلت الي قمة مجدها .
في عام 875 بسط الخليفة العزيز نفوذه من المحيط الاطلس حتي مكة . بالنسبة لسوريا كان همه الاول طرد
الكرامات . لذلك اخد منه قراهم ونجوعهم وطردهم حتي البحرين . بالاضافة الي أنه حرمهم من مسانديهم بن
سليم وبن هلال اللذين نقلا الي صعيد مصر على شرق نهر النيل . ولكن تلك القبيلتين أظهرتا نفسها بصوره
بغيضه حتي أن خليف العزيز المستنصر فكر في التخلص من هؤلاء الضيوف المزعجين .
وقد ظهرت الفرصه سامحه أمامه . ففي أفريقيا حيث ( تونس وطرابلس ) حاليا كان الحاكم المعز لقبيله
صنهاجه Sahuj) ) البربريه الوفي للاثودوكسيه السنيه يتحالف مع الخليفة العباسي وقد فكر المنتصر أنه في
حالة شن حرب عليه سيكلف كتيرا من المبالغ الباهظة لنتيجة غير مضمونه .
كان وزيرالمنتصر AL mustomsui)) في ذلك الوقت وصل أقتصادى حكيم وعملي . فنصح الخليفة بأهداء
أفريقيا لهلال وسليم وبذلك يكون ضرب ضربتين بحجر واحد .
في عام 1090 كانوا أسياد برته . ثم تلاحقت الاحداث نتيجة نتصاراتهم بمصاحبة عائلات أصلية من فزان
Fazara، اشجع Ashja ، وربيعه Rubiu ، وفي العام المقبل ( 1051 ـ 1062 ) انتشر العرب على أفريقيا
من خلال معركتين . واحده ضد عشر ، هزموا الجيوش المتجمعة بقيادة المتعز . سلبت ودمرت النجوع
وخصرت المدن . في عام 1056 أستسلمت العاصمة قيروان للسلب. لقد نكر العرب ماذا سيفعلون
بانتصاراتهم ؟ بالطبع لاشئ لقد شدتهم فقط حرية المساحه الواسعه . فبعد أن اخمدت نار الحرب ،
رجعوا الي نجوعهم والي قطع الطرق والسلب والنهب وتركوا المدن الي صهاجه ( 1062 ـ 1152 ) . ثم
Hadsidg .
(1228 ـ 1574 ) . وأخيرا الاتراك . أما قبيلة بن سليم العربية فلم تلعب الادور الحكم " السيد المطلق " في
مؤامرات القصر بامساندة الطمعين واحد تلو اخر ى .
وبعد ذلك يجب الانتظارالي اواخر القرن الثامن عشر لروية الكسر العشري القبيلة بن سليم وهم اولاد
اسليمان الذين جددوا مجد أسلافهم وحاضوا في احادث جديدة اولاد اسليمان .
في لقرن الثامن عشر أعطت عائلة القرملى بريق وجادبية خاصة في طرابلس (1711 ـ 1835 ) . كان يوسف
باشا ( 1795 ـ 1830 ) . يملك ثروة الاسره المالكة في يديه .
كانت طموحات يوسف باشا كبيره . وكان غير راضي على تشجيع السواحليين . نشاء لنفسه سفينه حربية
سريه عندما كانت تلوح سفينه تجارية في البحرالتوسط كان يستولي عليه مباشرة .
لذلك لكي يضمن الغرب سلامة بضائعهم . كان عليهم دفع ضريبة عليه وكان بطبع لهم جميعا ممثلين في
طرابلس باسم القنصل .
اما القنصل انكثرا فكن له مرعاة خاصة ذو شأن كبير وكانت ليوسف روابط واسعة واثيقة مع
نابليون بون بارت . في مصر ليظهربذلك استقلاله التام عن الخليفة التركي . لم تحتل طرابلس أبدا
تلك المكانه العاليه .علي المسرح العالمي ولكن فجاة انتهت في عام 1832 واستغل يوسف باشا وبعد ثلاث
سنوات جعل الاتراك طرابلس مدينة ادارية مباشره .
وسبب هذه النكسة هو أن قبيل عربية ( ال سليمان ) . كانت تستطيع تحالف بألف جندي ولكن عندما امسك
يوسف باشا كانت تلك القبيلة مقسمه الي اربع اقسام وهم الجبابر AL Jubuyn AL miya isa الشريدات
AL shcmagdck ، الحوات AL Hagwut .
ولكن الجبابر سيف النصر بقوة نفوذه وحد تحت سيطراته جميع اقسام القبيلة ومنذو ذلك كان اولاد اسليمان
يمثلون قوة تمسك بأحباط وفشل سلطة الباشا . كان سيد منطقة فزان يعترض القوافل فكانت عدم حماية آنذاك
مطلقة ولتقليل عدد المشقين . يقال ان يوسف باشا قتل شيخهم سف النصر . ثم نظم جيش عام 1803 بقيادة
المنخفي AL mluRni لغزو على فزان .وكانت قبيلة ال سليمان انذاك في باحثا تجارية في مصر لذلك
استطع المنخفي الاستلاء على مرزق بسهوله وفي عودة القبيلة من مصر نزلوا في هذا المكان للراحة تأخدهم
يوسف باشا على عزه واقتحمهم كليا قطعت رقاب جميع الراهائن .ويصل عددهم الي 25 رجل . وكان من
الضحية غيث بن سيف النصر . اصبحت انذاك القبيلة شبه مباده وعلقت القبيلة الجيل الجديد منها امل على
قائدهم المقبل عبد الجليل . الذي من صحابته اولاده واولاد اخيه كبرت مقامة في البلاط المالكى بطرابلس .
أكتسب شباب أولاد سليمان حب يوسف بأنشاء وكانوا على رأس أعوانه في العديد من البعثات الحربية
المنظمة من فزان حث التوبو من كانم وباجيرما .
في عام 1826 سيدير هو بنفسه بلده في كانم . وكان هدف يوسف أعانه وأغاثه الامين AL Amun والتي
امسكت بنفسها الجبابر منذ سنوات . وبعد انتهاء العملية ادمج عبد الجليل بالاشتراك مع الخليفة الجديد MBe
منطقة موندو Mandu ونيجورى Ngouu وهو ماليس يكن تتوقع .
وقد أثبت هذا الانتصار أي أي مدى أعاد أولاد سليمان مجدهم مما حث عبدالجليل على التمرد الثورة . وكانت
قد اتجهت له الظروف مع تزايد الظرائب وخنالة دخول العائلين الذى أذى الي سخط عام .
ذهب عبد الجليل عام 1830 الي منطقة آورفلة وأعلن استقلاله فانضم الية عدد كبير من القابل رأستجابوا
لندائه وبالاخص القدادفه وأولاد ابوسيف وأولاد بن مريم . قوى عبد الجليل بذلك المسانده وأخذ موضع ارتكاز
في وادي بن وليد . وكان يملك وضعين قويين قاطع بها الطريق من طرابلس الي فزان . وفي نفس الوقت كان
يرسل أخوته للتاكيد من فزان وفي الوقت نفسه كان يوسف باشا يواجه وضع مالي يسئ وبشع فلم يفطن الي
ضياع المنطقة الخلفية للبلاد .
في أواخر 1831 أرسل يوسف باشا قسمين من الجيش بقيادة أبذيه لمقابلة عبد الجليل . درات أربع معارك
طاحنة في وادى بن وليد فقد خلالها أنصارالثائر 600 شخص . طلب عبد الجليل وقف القتال واستجيب لطلبة .
فكانت لابد له من هدنه ليجمع ويعيد تنظيم قواته في فزان . في ذلك الوقت كان يريد يوسف باشا أنهاء هذا
الوضع فشن حرب جديده وعهد بقيادة قواته هذه المره الي المنخفي AL Mukmi .
في عام 1832 أخد المنخفي مرزق Mwsuk ولكن كان لابد عليه من التخلي عن نتيجة حاسمة لانه كان
يلزمه تعزيز ولم يتمكن يوسف باشا من أرسالاله . في حين أن الثوره التي شنها عبد الجليل كسبت تأييد البلاد
على طول الساحل . وفي 12 أغسطس 1832 تنازل يوسف لابنه عن الحكم . ثم بعد ذلك ثلاث سنوات في 26
مايو 1855 دخل ميناء طرابلس اسطول بحري تركي به 22 سفينه . وكان قائد الاسطول يحمل مرسوم بانهاء
الحكم القرملي وتنصيبه حاكم .
حاول عبد الجليل احباط القوات التركية لمدة 7 سنوات .عليه خلالها 21 هجوم ودار الاخير منهم في سرت في
عام 1842 .عمل الجنيرال التركي قائد المعركة على التخلص منه ومن أخيه سيف النصر وقض عليهم في تلك
المعركة .
في كانم Kamem .
بعد كارثه سرت جمع محمد ابن عبد الجليل الاحياء .

نشأته

ولد احمد سيف النصر حوالي 1296 هجرية و هو اكبر أخواته و منذ نعومة أظافره و نشأته الأولى يزداد إيمانا بوطنه وتمسكا بقوميته ويتقد غيره و إخلاصا و خاصة انه شب فى محيط حر يقدس الحرية و في وسط كريم يعتز بالكرامة ..وفى بيئة صريحة جريئة تعتز بالصراحة و الجرأة .
تشرب مبادئه الوطنية في تربيته الحرة و ثقافته الإسلامية ورحه الصافية ودرس على يد "عثمان بالحاج حمودة " من شيوخ أولاد سليمان و كان هذا الأستاذ الشيخ من بلدة (سوكنه) ومن مشاهير الأتقياء فى جيله ووطنه و تربى فى تلك الصحراء التى تكره القيد وتأنف من المذلة و العبودية .
و لما بلغ شده تلقى جانبا من التدريب العسكري من فروسية و رماية وفى إسفاره تعلم ما يجب أن يتحلى به الجندي من ضروب تحمل المكاره و المشاقة و التجلد و الثبات ورباطة الجأش كل ذلك تلقاه لا في الكلية العسكرية النظامية و إنما تلقاه فى المدرسة الواقعية الكبرى وفى الكلية التطبيقية التي أخرجت في مختلف عصور التاريخ بليبيا عظماء القادة العسكريين .
و فى شبابه كان كان من فرسان الخيالة ويسابق فيصيب الهدف و يحسن الرماية و كان سليم الجسد سليم العقيدة سليم الضمير و كم شهدت له صحراء الجفرة و فزان وسرت وودان من جولات ومشاهد الفرسان.وفى الثلث الأول من عام 1331 هجرية عندما غزى الايطاليون ارض فزان قبض عليه مع والده و أخوته وسيقوا جميعا إلى طرابلس ثم زواره حيث سجنوا بها مدة تزيد على الخمسة عشر شهرا

المعارك التى اشترك فيها

معركة القرضابية
معركة بونجيم
معركة خرمة محلة
معركة الوشكة
معركة العسلية
معركة جفرة
معركة راوس
معركة القريات
معركة ام الخيل
معركة الزيفيه
معركة زويلة
معركة بوغورة
معركة بئر قطيفة
معركة المردومة
معركة هون و زلة
معركة قويرة عافية
معركة الشويرف
معركة كان المنشية
معركة وادى زلاف
معركة واو الكبيرة
معركة ام الارانب
معركة قارة عافية
معركة سوف الجين
معركة تقرفت
معركة نفد
معركة المكمين

الشيخ على الجدى

الشيخ على الجدى : من المجاهدين الذين عاصروا حمد سيف النصر و عملوا تحت قيادته فى الفترة الواقعة بين 1923 و عام 1930 يقول :
فى عام 1930 و كنت وقتها لا ازال شابا يافعا حملت لاول مرة فى حياتى السلاح لأساهم بنصيبى فى الدفاع عن ارض الوطن من غزو وكيد المعتدين الايطاليين
و كان المجاهد العظيم حمد سيف النصر يتولى قيادة الجبهة الغربية من حدود برقه حتى حدود تونس و الجزائر بعد ان هاجر زعماء و اعيان مناطق طرابلس و التجئوا الى مصر كنت وقتها شابا لم يشتد عودى بعد و كان من سبقونى من اهلى و عشيرتى يعملون تحت قيادة حمد سيف النصر فأنضممت الى اخوانى من المجاهدين الذين يراسهم حمد سيف النصر وحضرت مع جميع المعارك التى خاضها فى تلك السنوات السبع حضرت تلك المعارك و لمست عن قرب عظمة هذا الرجل وشجاعته و بطولته .
سأذكر فى هذه الكلمة البسيطة بعض المعارك و المواقع التى حضرتها مع الفقيد حمد سيف النصر و مواقع لا تمثل من سجل جهاده سوى صفحات قليلة جدا

سرت وبنى وليد
كانت اول معركة حضرتها مع القائد حمد سيف النصر و هى معركة قصر سرت و المديفيين كان الايطاليون قد اعدوا جيشا كبيرا مزودا باحدث وسائل الحرب لهذه المعركة و الف المجاهد العظيم حمد سيف النصر فرقة من المجاهدين هجم بها على منطقة سرت وطهرها فى فترة قصيرة جدا من جنود الاستعمار ثم الف فرقة اخرى من المجاهدين بالجفرة وورفلة و هاجم بها القوة الايطالية التى كانت تحتل قلعة الحشادية ببنى وليد وهذه الفرقة كانت قد اعدها الطليان ليغزوا بها مناطق الجفرة نقض بذلك على حطتهم و لم يتمكن الطليان من احتلال الجفرة الا بعد تللك المعركة باربع سنين و قد قتل فى معركة الحشادية هذه 250 ايطاليا و استشهد 150 مجاهد .

معركة المكيمن

فى يناير 1928 صمم الفقيد العظيم حمد سيف النصر على غزو منطقة مزدة لتحريرها من جنود العدو بعد ان علم ان العدو يعد فى تلك المنطقة حشودا ونقط تجمع يستهدف من ورائها غزو فزان . وفى سرعة عجيبة تمكن من جمع عدد كبير من المجاهدين و هجم بهم على جهة المكيمن ليلا و كان هجومه مفاجاة اذهلت الاعداء اذا انه اصدر تعليماته للجنود بعدم اطلاق النار و التسرب الى معسكرات الاعداء تحت جنح الظلام و استعمال السلاح الابيض فى المعركة و نفذت تعليماته بدقة عجيبة و لم تكد تظهر شمس الصباح حتى كان المجاهدون قد ابادوا الاعداء و عددهم خمسمائة جندى و لم يستشهد من المجاهدين سوى ثلاثين و قد ثارت ثائرة الاعداء من جراء الخسائر التى لحقت بهم فى هذه المعركة فامروا قواتهم التى كانت تعسكر بالجفرة ومزده و غريان وبونجيم وبنى وليد . امروها بالتوجه الى الشويرف التى اتخذها حمد سيف النصر مركزا للمجاهدين و فى شهر ابريل 1928 وصلت القوات التى تحركت من غريان وتصدى لها المجاهدون فابادوا جنودها و غنموا مدافعها و اسلحتها و معداتها و مؤونتها كما احرقوا طائرة كانت تحمى هذه المعركة اثناء تحركها .
و لم تمضى ساعات من القضاء على هذه الفرقة حتى كانت الفرقة القادمة من بنى وليد قد وصلت فاشتبك معها المجاهدون فى معركة و فى اثناء هذه المعركة وصلت القوات الوافدة من بونجيم معززة بالطائرات التى كانت تقذف بقنابلها من الجو على المجاهدين و حوصر المجاهدون فى مكان بين جبلين و احاطت بهم قوات العدو من كل جانب تصيلهم بنيرايها .
و فى سرعة مذهلة انطلق حمد سيف النصر بجواده كالصاروخ و الرصاص ينطلق من بندقيته صوب الممر الواقع بين الجبلين و صاح صيحة شقت عنان السماء ان ( الله اكبر ) فالقى الجنود الايطاليون باسلحتهم ذعرا و خوفا من هذا الرجل الخارق لطبيعة البشر وفروا لا يلوون على شئ مخلفين اسلحتهم التى غنمناها جميعا مع اطنان الذخيرة و المئونة و الامتعة ثم جمع الاعداء شتاتهم و اسرعوا نحو بئر قريبة مكان الموقعة حيث اقاموا على البئر ليحولوا دون وصول المجاهدين اليها فيموتوا بذلك عطشا و لكن حمد سيف النصر لم يلبث ان هاجم وجنوده المكان و أجلوا الاعداء عن البئر و قد قتل فى هاتين المعركتين اكثر من الف ايطالى بينما لم يستشهد سوى مئة شهيد

تكتيك و عبقرية

سبع سنوات قضيتها مع العظيم حمد سيف النصر كان خلالها لا يكاد ينتهى من معركة الا ليخوض معركة جديدة و كان فى كل معركة يدلل على عبقرية عسكرية و تكتيك حربى ليس له نظير حتى فى هذا العصر الذى تقدمت فيه فنون الخطط الحربية و ان كل بقعه من صحارى الجفرة و فزان تشهد له ببطولة و كل قائد من قواد جند الاعداء لا يملك الا يحنى هامته امام شجاعة الرجل و امام بطولته و عبقريته .

الزاوى

" حمد سيف النصر مجاهد من المجاهدين عربى فى الصميم من عرب أولاد سليمان من بنى سليم . جاهد فى الطليان و ابلى فى قتلهم فكان مخلصا فى جهاده و كان له موقف مشرفا فى واقعة القرضابية فى ابريل 1915 وقد تقدم به السن حتى وافاه أجله يوم 14 من يوليه 1954 عن سن تناهز المائة رحمه الله وشكر له جهاده " الزاوى ... اعلام ليبيا ط 2 / 1971

الحديث الصوتى المسجل للمجاهد سعيد بن على اسعيد حول معركة القرضابية

الحديث الصوتى المسجل للمجاهد سعيد بن على اسعيد حول معركة القرضابية بامانة المؤتمر الشعبى العام بسرت
جاء على لسان المجاهد سعيد بن على اسعيد الذى اشترك فى هذه المعركة و غيرها من المعارك تحت قيادة حمد سيف النصر فى الحديث الذى سجل له
" فى بوهادى القينا محلتنا واتية .. او عند الفجر فزعنا لمجئ الغنيمة "مجئ الطليان "و اعد حمد خطته الحربية وذلك بان يجهز التريس باسلحتهم فى الخنادق وخلف المتاريس ونحن عرب السبيب نحمل عليهم من الخلف ليقعوا امام نيران ليلقوا مصيرهم "

محمد سعيد القشاط

كيفية تجنيد المجاهدين فلنعد الى ما سجل من أفواه المجاهدين الذين اشتركوا فى المعركة الخالدة و الذى جاء ضمن التحقيق الذى أعده محمد سعيد القشاط عن معركة القرضابية اذ يقول انه تصادف ان قدم حمد سيف النصر يدعو الناس للجهاد فى ثلاثة او اربعة اشخاص – كما يذكر الشيخ حسن الطبولى – فبعث الشيخ عبد السلام الطبولى شيخ الطبولى رسالة الى عبد النبى بن خير يستشيره فى الامر و الذى ارجع له عبد النبى رسالة يقول " احسنوا وفادة حمد سيف النصر و انضموا الى المجاهدين و لكن اكتموا السر "
" محمد سعيد القشاط ... مجلة الوحدة العربية العدد 40 اول يوليو 1973 "

التقرير الحكومي الايطالي عن التحركات العسكرية فى القطر الطرابلسى فى الفترة من أكتوبر 1911 إلى ديسمبر 1924

" في سرت تجددت محاصرة السيف ناصريين ( أتباع سيف النصر ) فى اواخر عام 1914 ثم انقلبت الحالة علينا بسبب المعركة المشئومة المشتركة بين السيف الناصريين و عملاء الايطاليين حيث استقروا فى النوفلية و حتى واحات الجفرة في سوكنة وودان كانت اعمال المشاغبين الانفصالية ظاهرة جلية بعد برهة وجيزة غارات باندات السيف ناصريين على حاميات بئر القطايف (بئر القطف) وودان واضطرتنا الى التراجع . ويوم 27 يناير صدر الامر الى الكولونيل جاتيناتسى بإخلاء سوكنة وتراجع نحو بن وليد و انسحبت جيوشنا نحو محلات حمد و عبد الجليل سيف النصر و نهبت 1100 جمل من 1400 جمل العائدة الى و حدتنا .

ما جاء على لسان المجاهد محمد بومنيار حول معركة القرضابية

ما جاء على لسان المجاهد محمد بومنيار حول معركة القرضابية و هو الذي خاض غارها تحت لواء المجاهد حمد سيف النصر في الحديث الصوتي المسجل له لدى الأمانة العامة لمؤتمر شعبي البلدية :
" نحن كنا فى قصر بوهادى و معنا المجاهد حمد سيف النصر –ونمنا- و قال لنا حمد سيف النصر .. نحن نتقدم و نذهب ونرجع هاربين حتى نتقدمكم حتى يعتقد الايطال إن المجاهدين قليل عددهم و بعد ذلك رجعوا لنا و قالوا هيا قوموا
و قال الحاج المجاهد :-
و الله و الله نظرت الى الشرق فلم ار حدا للمجاهدين و لا غربا و لا شمالا و لا جنوبا لم ار حدا للمجاهدين – و لاقينا الايطال و بدأت المعركة من قبل الطرفين – وجاء فى حديثه ايضا – حمد سيف النصر ركن او يضرب وهو على جواده و اضرب حمد سيف النصر و لم يقل انى قد أضربت حتى المساء – وفى اجابته على سؤال – هو – ومن قائدكم ياعمى الحاج ؟ اجاب قائدنا هو حمد سيف النصر

دوره القيادى فى معركة القرضابية

من معطيات تاريخ الجهاد الليبى نصل الى ان الايطاليين استهدفوا فى الاعداد لهذه الحملة للقضاء على المجاهدين فى سرت و الذين كانوا تحت قيادة المجاهد حمد سيف النصر فقد تكونت الحملة الايطالية بكل حشودها من ايطالين و احباش و محلات من ترهونة و مصراته وزلتين ومسلاته وورفلة عازمة على ابادة حتى فكرة الجهاد و المعارضة و الرفض
و الدور البطولى و القيادى العظيم الذى قام به المجاهد حمد سيف النصر فى هذه المعركة :-
1. فقد رفض منذ البدء كما رفض اباؤه ورفض المجاهدين معه اى صلح او مفاوضة او مهادنة .
2. قام باتصالات هامة مع بعض القبائل يستنهض الهمم و يدعوهم للانضمام الى ركب المجاهدين حاثا اياهم على استلهام الروح الدينى فى قتال اعداء الله و استشعار الحس الوطنى فى القضاء على المستعمر و استنفار الهمم العربية الاصلية لتخليص بنى وطنهم من ذل ومهانة و استكانة لاصلة لها البته بالنتاج البيئى لهم و لا قبول .
3. هد معنويات جيش العدو الايطالى بغزواته المستمرة على معسكراته و اعظمها يوم بونجيم الذى جردهم فيه من 1100 جمل .
4. اقترح عليه رمضان اثناء سير الجيش ان يتجنب طريق الجيش ويبقى مع المجاهدين بسرت فأبى وبقى يطارح الجيش فى طريقه من الناحية الغربية ويباغته كلما لقى الفرصة .
5. احكم اتفاقه السرى مع المجاهدين ومول المجاهدين بالسلاح الذى بعثه لهم عبد النبى بن خير .
6. وفق فى تنفيذ خطته الاستطلاعية فافاد منها الكثير من معرفته الدقيقه لجيش العدو و تحركاته مما مكنه من تنفيذ خطته الحربية فى المجابهة .
7. استبسل فى المعركة استبسالا عظيما برزت فيه شجاعته و قوة بأسه و يتضح ذلك من حمله على راية الايطاليين عندما ظن انها رايتهم ومن احتماله للجرح الذى اصابه اثناء القتال دون ان يأبه به . فقاتل قتال الابطال و الدم ينزف منه حتى فاض به سرج جواده دون ان يتوقف .تعتبر معركة القرضابية حلقة جهاد خالدة ضمن سلسلة كفاحه اذا بعد الانتصار المشهود الرائع الذى حققه المجاهدين فى القرضابية و بعد شهر من حصار ورفلة لحق حمد سيف النصر ومعه جماعة من الذين حضروا القرضابية و نزلوا فى مدينة ابن تليس فى الجهة الشرقية من المكان المحاصر و اشتركوا فى حصار الطليان .